فصل: قال ابن جني:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{عليهم} جائز.
{قريبًا} حسن إن نصب ما بعده بفعل مقدر وليس بوقف إن نصب بالعطف على {فتحًا} أي أثابهم فتحًا وأثابهم مغانم أي جعله ثوابًا لهم.
{يأخذونها} كاف.
{حكيمًا} تام.
{تأخذونها} جائز.
{عنكم} تام عند أبي حاتم وليس بوقف عند غيره.
{مستقيمًا} حسن وقيل ليس بوقف لأن وأخرى معطوفة على {ومغانم} أي ومغانم أخرى.
{قد أحاط الله بها} كاف ومثله {قديرًا}.
{الإدبار} جائز.
{ولا نصيرًا} تام إن نصب {سنة الله} بفعل مقدر أي سن الله سنة فلما حذف الفعل أضيف المصدر لفاعله وليس بوقف إن نصب بما قبلها.
{من قبل} كاف.
{تبديلًا} كاف ومثله {من بعد أن أظفركم عليهم}.
{بصيرًا} تام ولا يوقف على {المسجد الحرام} لأن قوله: {والهدى} معطوف على الكاف في {صدوركم}.
{محله} تام ولا وقف من قوله: {ولولا رجال} إلى {بغير علم} وجواب {لولا} محذوف تقديره لأذن لكم في القتال أو ما كف أيديكم عنهم وحذف جواب {لولا} لدلالة الكلام عليه وما تعلق به {لولا} الأولى غير ما تعلق به الثانية فالمعنى في الأولى ولولا وطء أي قتل قوم مؤمنين والمعنى في الثانية لو تميزوا من الكفار وهذا معنى مغاير للأول قاله أبو حيان وقيل تعلقهما واحد وجواب {ولولا رجال مؤمنون} وجواب قوله: {لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا} وجاز ذلك لمرجعهما إلى معنى واحد وعلى هذا فلا يوقف على قوله: {لم تعلموهم} لأن قوله: {أن تطؤهم} موضعه نصب أو رفع لأنه بدل اشتمال من الضمير المنصوب في {تعلموهم} أو من {رجال} كقول الشاعر:
ولولا رجال من رزام أعزة ** وآل سبيع أو أسوأك علقمًا.

فكأنه قال لولا إساءتي لك علقمًا فنصب اسوأك على إضمار أن وعطف به على الاسم الذي بعد {لولا} وكذا لا يوقف على قوله: {أن تطؤهم} لأنَّ ما بعده منصوب معطوف على ما قبله ومثله في عدم الوقف {بغير علم} لأنَّ بعده لام كي.
{من يشاء} جائز إن جعل جواب لو الثانية {لعذبنا} وليس بوقف إن جعل جوابًا للولا الأولى والثانية.
{أليمًا} جائز وليس بوقف إن جعل {لعذبنا} متصلًا بقوله: {إذ جعل الذين كفروا}.
{الحمية} ليس بوقف لأن {حمية} بدل من الأولى.
{الجاهلية} جائز وكذا {وعلى المؤمنين} وكذا {كلمة التقوى}.
{وأهلها} كاف.
{عليمًا} تام.
{وبالحق} و{آمنين} و{مقصرين} وقوف جائزة و{آمنين} حال من فاعل {لتدخلن} وكذا {محلقين ومقصرين} ويجوز أن يكون {محلقين} حالًا من {آمنين} فتكون متداخلة.
{لا تخافون} حسن.
{ما لم تعلموا} ليس بوقف لمكان الفاء.
{فتحًا قريبًا} تام وهذا الفتح فتح خبير لا فتح مكة.
{كله} حسن.
{شهيدًا} تام.
{محمد رسول الله} حسن إن جعل {محمد} مبتدأ و{رسول الله} خبره وليس بوقف إن جعل {رسول الله} نعتًا لمحمد أو بدلًا ومثله في عدم الوقف إن جعل {والذين معه} معطوفًا على {محمد} والخبر {أشداء} والوقف حينئذ على {الكفار} يوقف على {الكفار} أيضًا إن جعل {والذين معه} مبتدأ خبره {أشداء} ومثله في حسن الوقف إن جعل {رحماء} خبر مبتدأ محذوف أو مبتدأ خبره {تراهم} وليس {الكفار} بوقف إن جعل {رحماء} من نعت {أشداء} وكان وقفه بينهم.
{سجدًا} حسن على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل {يبتغون} في موضع الحال.
{ورضوانًا} حسن ومثله {من أثر السجود}.
{ذلك مثلهم في التوارة} تام أي مثلهم في التوارة أنهم أشداء على الكفار رحماء بينهم الخ وقيل الوقف على {الإنجيل} وإن المثلين لشيء واحد قال محمد بن جرير لو كانا لشيء واحد لكان وكزرع بالواو والقول الأول أوضح وأيضًا لو كانا لشيء واحد لبقي قوله: {كزرع} منفردًا محتاجًا إلى إضمار أي هم كزرع وما لا يحتاج إلى إضمار أولى.
{شطأه} ليس بوقف لمكان الفاء.
{فآزره} حسن ومثله {على سوقه} على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل حالًا.
{الزراع} ليس بوقف لأنَّ ما بعده لام كي.
{الكفار} حسن ومثله {الصالحات}.
آخر السورة تام. اهـ.

.فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

.قال ابن جني:

سورة الفتح:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
قرأ: {تُعَزِّرُوه}، خفيفة، مفتوحة التاء، مضمومة الزاي- الجحدري.
قال أبو الفتح: {تُعَزِّرُوه}، أي: تمنعوه، أو تمنعوا دينه وشريعته، فهو كقوله تعالى: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ}، أي: إن تنصروا دينه وشريعته، فهو على حذف المضاف.
وأما {تُعَزِّرُوه}، بالتشديد فتمنعوا منه بالسيف، فيما ذكر الكلبي. وعزرت فلانا، أي: فخمت أمره. قالوا: ومنه عزرة: اسم الرجل، ومنه عندي قولهم: التعزير، للضرب دون الحد، وذلك أنه لم يبلغ به ذل الحد الكامل وكأنه محاسنة له ومباقة فيه.
قال أبو حاتم قرأ: {تُعَزِّزوه}، بزايين- اليمامي، أي: يجعلوه عزيزا.
ومن ذلك قراءة تمام بن عباس بن عبد المطلب: {إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ}.
قال أبو الفتح: هو على حذف المفعول؛ لدلالة ما قبله عليه، فكأنه قال: إن الذين يبايعونك إنما يبايعونك لله، فحذف المفعول الثاني؛ لقربه من الأول، وأنه أيضا بلفظه وعلى وضعه. وهذا المعنى وهو راجع على معنى القراءة العامة: {إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ}، أي: إنما يفعلون ذلك لله، إلا أنها أفخم معنى من قوله: {الله}، أي: إنما المعاملة في ذلك معه، فهو أعلى لها وأرجح بها.
ومن ذلك قراءة الحسن: {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}.
قال أبو الفتح: نصبه على الحال، أي: {محمد رسول الله والذين معه}، فـ{معه} خبر عن الذين آمنوا، كقولك: محمد رسول الله علي معه، ثم نصب {أشداء} و{رحماء} على الحال، أي: هم معه على هذه الحال، كقولك: زيد مع هند جالسا، فتجعله حالا من الضمير في معه، لأمرين:
أحدهما قربة منه، وبعده عن زيد.
والآخر ليكون العامل في الحال- أعني الضمير- هو العامل في صاحب الحال، أعني الظرف.
ولو جعلته حالا من الذين كان العامل في الحال غير العامل في صاحبها، وإن كان ذلك جائزا، كقوله تعالى: {وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا}، إلا أن الأول أوجه. وإن شئت نصبت أشداء ورحماء على المدح، وأصف وأزكى أشداء ورحماء.
وكسر رحيم على رحماء- فعلاء- وشديد على أشداء- أفعلاء- كراهية التضعيف في أشداء، وقد وجدوا له نظير على أفعلاء، فقالوا: صفي وأصفياء، ووفي وأوفياء، كراهية لصفواء ووفياء، لما يجب من الاعتذار من ترك قلب الواو والياء؛ لتحركهما وانفتاح ما قبلها. فهذا ونحوه مما يدلك ويبصرك أنهم لا يتنكبون شيئا إلى آخر تطربا ولا تبدلا، لا بل إنعاما وتأملا.
ومن ذلك قراءة عيسى الهمداني- بخلاف: {شَطَاءهُ}، ممدود، مهموز.
وقرأ عيسى: {شَطْأَه}.
وقرأ الجحدري: {شَطْوَهُ}.
قال أبو الفتح: الشطء: الفراخ للزرع، وجمعه شطوء. ويقال أيضا: هو الورق. والشطء: السنبل أيضا. شطأ الزرع شطئا، وأشطأ إشطاء.
ويقال: إن معفر بن حمار البارقي شامت ابنته برقا، فقالت: يا أبه، جاءتك السماء! فقال لها: كيف ترينها؟ فقالت له: كأنها عين جمل طريف. فقال لها: ارعى غنيماتك، فرعت مليا، ثم جاءته فقالت: يا أبه، جاءتك السماء! فقال: كيف ترينها؟ فقالت: كأنها فرس دهماء تجر جلالها. فقال لها: ارعى غنيماتك، فرعت مليا، ثم جاءته فقالت: يا أبه، جاءتك السماء! فقال: كيف ترينها؟ فقالت: سطحت وابيضت. فقال: أدخلي غنيماتك، فجاءت السماء بشيء شطأ له الزرع.
ومنه عندي قولهم: شاطئ النهر والوادي؛ لأنه ما برز منه وظهر؛ ولهذا سموه السيف؛ لأنه من لفظ السيف ومعناه. ألا ترى أنهم يصفون السيف بالصقال والانجراد؟ قال:
كأنني سيف بها إصليت

أي: بارز صلت. وموجب الوصية في ترتيب أحوال المشتق والمشتق منه في التقدم والتأخر- أن يكون السيف مشتقا من السيف؛ لأن السيف من صنعة البشر، والسيف من صنعة القديم سبحانه، فهو أسبق مرتبة في الزمان، فليكن أسبق مرتبة في الكلام. ألا ترى أن آدم عليه السلام مخلوق من التراب؟ وهذا واضح.
وأما {شَطْوَهُ}، بالواو فلن يخلو أن يكون لغة، أو بدلا من الهمزة. ولا يكون الشطء إلا في البر والشعير. اهـ.

.قال الدمياطي:

سورة الفتح مدنية، والصحيح أنها نزلت بالطريق من صرفه من الحديبية سنة ست ولذا عدت في المدني وآيها عشرون وتسع.
مشبه الفاصلة خمس {بأس شديد} {أو يسلمون} {آمنين} {مقصرين} {لا تخافون}.
القراءات:
قرأ {صراطا مستقيما} الآية 2 بالسين قنبل بخلفه ورويس وأشم الصاد زايا خلف عن حمزة وهي لغة قيس.
وقرأ {دائرة السوء} الآية 6 بضم السين ابن كثير وأبو عمرو وخرج {ظن السوء} الأول والثالث المتفق على فتحهما ومر بالتوبة مع وقف حمزة عليه والأزرق على أصله من الإشباع والتوسط.
واختلف في قراءة {لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه} الآية 9 فابن كثير وابو عمرو بالياء من تحت في الأربعة وافقهما ابن محيصن واليزيدي والحسن والباقون بالخطاب.
وقرأ {عليه الله} الآية 10 بضم الهاء حفص كما في هاء الكناية ويتبعه تفخيم لام الجلالة.
واختلف في {فسيؤتيه أجرا عظيما} الآية 10 فأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي ورويس وخلف بالياء من تحت وانفرد بذلك ابن مهران عن روح وافقهم اليزيدي والباقون بنون العظمة.
واختلف في {ضرا} الآية 11 فحمزة والكسائي وخلف بضم الضاد وافقهم الأعمش والباقون بفتحها لغتان كالضعف والضعف.
وأدغم الكسائي لام {بل ظننتم} واختلف عن هشام وصوب في النشر عنه بالإدغام وقال إنه الذي عليه الجمهور.
واختلف في مد {كلام الله} الآية 15 فحمزة والكسائي وخلف بكسر اللام بلا ألف جمع كلمة اسم جنس وافقهم الأعمش والباقون بفتح اللام وألف بعدها على جعله اسما للجملة.
وأدغم لام {بل تحسدوننا} حمزة والكسائي وهشام في المشهور عنه.
وقرأ {ندخله} الآية 17 و{نعذبه} الآية 17 بنون العظمة نافع وابن عامر وأبو جعفر ومر بالنساء. وعن الحسن و{آثابهم} فتحا و{آتاهم} بمد الهمزة وتاء مثناة فوقية بلا باء من الإيتاء والجمهور من الإثابة.
وتقدم حكم {صراطا} آنفا.
ووقف على {سنت} بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب.
واختلف في {بما تعملون بصيرا} الآية 24 فأبو عمرو بالياء على الغيب والباقون بالخطاب.
وقرأ {تطوهم} الآية 25 بحذف الهمزة أبو جعفر ويوقف به لحمزة كما نقله صاحب النشر عن نص الهذلي وغيره والقياس بين بين فهما وجهان.
وأدغم ذال {إذ} جعل أبو عمرو وهشام ودال {لقد صدق} أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف.
وأبدل همز {الرويا} واوا ساكنة الأصبهاني عن ورش وابو عمرو بخلفه وكذا أبو جعفر لكنه يقلب الواو ياء ويدغمها في الياء بعدها وقول الأصل ولم يبدلها يعني همزة الرؤيا ورش من طريقيه ليس كذلك بل يبدلها من طريق الأصبهاني من غير خلاف كما تقرر هنا والصافات والإسراء ويوسف وأمالها الكسائي وقللها الأزرق وأبو عمرو بخلفهما ويوقف عليه لحمزة بالإبدال واوا ساكنة على القياسي وبياء مشددة كقراءة أبي جعفر ونقل في النشر جوازه عن الهذلي وغيره لكن قال إن الإظهار أولى وأقيس وعليه أكثر أهل الأداء ويوقف له على رؤسكم بالتسهيل بين بين على القياس وبالحذف قاله في النشر وهو الأولى عند الآخذين باتباع الرسم وعن الحسن {أشداء} و{رحماء} بالنصب على المدح أو الحال من الضمير المستكن في معه لوقوعه صلة وخبر المبتدأ وحينئذ {تراهم} و{ركعا سجدا} حالان لأن الرؤية بصرية.
وقرأ {رضوان} بضم الراء أبو بكر.
وأمال {سيماهم} حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق وابو عمرو بخلفهما.
وعن الحسن {آثار} بالجمع ومر حكم إمالة {التوراة} في بابها وأول آل عمران.
وعن الحسن {الإنجيل} بفتح الهمزة وقرأ بالنقل ورش كحمزة وقفا وله السكت في الحالين كعدمه وصلا وورد أيضا عن ابن ذكوان وحفص وإدريس بخلفهم.
واختلف في {شطأه} الآية 29 فابن كثير وابن ذكوان بفتح الطاء وافقهما ابن محيصن من المفردة والباقون بإسكانها وهما أختان كالسمع والسمع يقال أشطأ الزرع أي أخرج فراخه وهو سنبل يخرج حول السنبلة الأصلية وشط الشجر أغصانها ويوقف عليه لحمزة بالنقل فقط.
واختلف في {فآزره} الآية 29 فابن ذكوان وهشام من طريق الداجوني بقصر.